انا ملحد
في الفتره الاخيره
كنت مندهش من كتر عدد الأصدقاء اللى اعترفوا لى انهم ملحدين...موضوع الالحاد ده ما
كانش سر في مصر قبل ثوره 25 يناير...بالعكس معظم الشباب اللى كنت اعرفهم اللى
كانوا بيشاركوا باستمرار في المظاهرات ضد بطش الداخليه و اللى كانوا مع حركه كفايه
و الحركات الاخرى الخ الخ و اللى كنت باسميهم هيبيس مصر...شباب كان بيحب يختلط
بطبقه المثقفين و الادباء و التشكيليين و الفنانين و الشعراء...كانوا بيقعدوا في قهاوى
وسط البلد و بيشربوا بيره...كان بعضهم وقتها بيقولوا انهم يعنى مش مسلمين
اوى...يعنى ما بيصلوش و لا بيصوموا و كده...و النادر لما كان حد بيقول لى في وشى
انه اتييست
بس أيام حكم الاخوان
و مرسى الموضوع كان مختلف...اصبح فيه تيار بيجهر بالالحاد و لكن بالعكس...بمعنى
انه ضد اسلمه الدوله و ضد الشريعه الاسلاميه...اه هو مسلم بالاسم...و ممكن بيؤمن
بالله و رسوله...ولكن لا يظهره كيدا في الاخوان...بالعكس البعض غير ارادى كان
بيحاول يبعد نفسه على أد ما يقدر عن الاسلام
و في نهايه فتره
مرسى انفجرت موجه من الالحاد بين الشباب المصرى...و خاصه من الطبقه الفوق متوسط و
الطبقه العليا...معظمهم من المدارس و الجامعات الخاصه...و انتشر في النت مواقع و
منتديات للملحدين المصريين...و بدأت تتشكل مجموعات و شلل لمناقشه قضاياهم و أفكارهم...و
معه انتشر طبعا شرب الكحوليات و علاقات غير شرعيه بل و جنسيه
و ده كان في الحقيقه
متوقع كرد فعل على التحول الخطير من جهه الاخوان المسلمين في السيطره على أسلوب حياه
المواطن المصرى البسيط...اللى كلنا عارفين انه من طابعه انه مؤمن و مسالم و مش
محتاج اعاده تقويم على نهج الاخوان بعبارات قال الله و قال الرسول
المشكله إن الالحاد
مش موضوع جديد في المجتمع المصرى...هناك كان الكثير من الملحدين أيام مبارك...بس
وقتها كان الخوف هيه السمه المسيطره على الحاله المصريه...فما كانش ينفع او حد
يبقى عنده شجاعه انه يقول للملأ: انا ملحد...وقتها انت ملحد معناه انت بتشذ عن
الاطار المجتمعى المصرى...معناه انت خطر على جيلنا...و ثقافتنا...و تقاليدنا
بعد الثوره حاجز
الخوف انكسر...و جاء الوقت إن الجيل القديم يقول ايوه انا ملحد...جيل بابا و جدو...و
أيام مرسى كان على الجيل الجديد انه يعمل بالعكس خلف خلاف علشان يثبت انه مش مع
هذا التيار الاسلامى المتطرف
سألت نفسى من اين
جاء هذا التيار الالحادى؟
هل لما الابن ما
يشفش ابوه بيروح يصلى أو لما الولد يخرج مع أصحابه يشيشوا و يلعبوا طاوله طول
النهار من غير صلاه...لما يلاقى المسلم بيعمل بعكس ما الاسلام بيقول...مش من الطبيعى برده انه يبعد واحده واحده عن الإسلام
لما منهج الدين في المدارس
يبقى بس كلام ملو كتب...احفظ و خلص
المشكله ان المجتمع
المصرى مش متربى على الاختلاف...او تقبل الآخر...عند المجتمع المصرى يا امه انت
معانا...يا امه انت ضدنا...يا امه انت مع الإسرائيليين يعنى عدونا...يا امه انت ضد
الإسرائيليين يعنى صاحبنا...يا امه انت فلول أو مش فلول...يا امه انت مسلم/ مسيحى
أو مش تبعنا...يا امه انت سيسى او مش سيسى...مع أمريكا او ضد أمريكا...مع 6 ابريل
او ضد 6 ابريل...و هكذا
انا بافتكر أيام موجه
الوهابيين و القرآنيين و الشيعه لما المجتمع احس ان ده خطر حيقضى على الإسلام و
كان لازم ندمرهم تدميرا
المشكله تانى هي إن
الإنسان المصرى ما اتعلمش انه يبقى صادق مع نفسه...انه يرسم بنفسه الطريق اللى
عاوز يمشى فيه...انه يشكل لنفسه فلسفه حياته اللى عاوز يعيشها...و لكن تعود على
ركب الموجه و عمل اللى الاخرين بيعملوه و المشى ورا القطيع و احسنلى ابقى مع
الفريق القوى حتى لو ما كنتش مقتنع بيه على انى ابقى مع الفريق الضعيف حتى لو
مقتنع بيه
أيام ابتدائى لما
كنت بتعلم في المدرسه الإسلام و كانوا بيحفظونى غصب عنى آيات القرآن و الاحاديث و
انا مش فاهم حاجه...و لما بابا كان بياخدنى المسجد في صلاه الجمعه علشان اعمل
الحركات اللى الناس بتعملها في المسجد و انا مش فاهم حاجه...و لما كبرت و لغايه
الثانويه العامه لما كنت باخد عن احكام الميراث و قصص غزوه بدر و احد و خطوات الحج
الخ الخ و انا مش فاهم حاجه
قررت و انا عندى
ستاشر سبعتاشر سنه انى انسى كل ده و ابحث عن الحقيقه...قولت لنفسى هل حاولت تسأل
نفسك إنت مسلم ليه؟ هل سألت حد هوه مسلم ليه؟...ليه الناس بتقول الإسلام هوه الصح
و الباقى كخه...ما حدش قدر يفهمنى ليه المفروض ابقى مسلم غير ان المجتمع المصرى
معظمه مسلم و ابويه و امى و اهلى مسلمين...و بعد البحث وجدت الحقيقه اللى اقتنعت
بيها...و حياتى مستمره عليها...وده اللى الناس محتاجه تعمله...تبحث لوحدها بكامل
استقلاليتها عن الحقيقه...كفرد و مش كاسره و مجتمع...حتى لو الحقيقه انتهت عند
فلان بالالحاد...او بالبوذيه...أو بأى شيء...المهم يكون عن اقتناع عقلى و قلبى...و
مش هوجه و موجه و خلاص
و نقطه اخيره مش
عارف ليه ما حدش قادر يستوعبها...ربنا ما كلفكش انك تحارب من اجل إن الإسلام ما
يختفيش من على وجه الأرض...الناس حاسه إن اى واحد بقى ملحد خطر على الإسلام...خطر
على اولادنا...خطر على البشريه يجب القضاء عليه...الناس مش فاهمه إن لو ربنا كان
عاوز البشر كلهم يبقوا مسلمين مؤمنين...كان عمل كده من زمان... فمن شاء
فاليؤمن...و من شاء فاليكفر ...و لكن النقطه إن كل فرد برغم اختلاف فلسفته في الحياه
و منهجه و اقتناعه و ودينه و لون بشرته و اتجاهه السياسى و طبقته الاجتماعيه و و و
يقدر يعيش مع الآخر في حب و تراحم و تقبل و احترام و سلام