ماما سألتنى: انت بتحبنى؟
سكت و لم ارد
ماما سألتنى تانى:انت بتحبنى؟
فضلت ساكت و لم ارد
ماما سألتنى بإلحاح:انت مش عاوز ترد ليه يا
بنى...انت بتحبنى و لا لأ؟
كنت عاوز اضغط على زر غلق السكايب بس ترددت و
رديت: ايوه بحبك
و بعد مكالمه السكايب فضلت نايم على السرير
ابحلق فى سقف الاوضه الابيض افكر فى الرد بتاعى
انا فى الحقيقه ما باحبش ماما...بس ما اقدرش
اقول انى ما باحبش ماما...لإنها هى اللى حملت فيه و رضعتنى و اكلتنى و ربتنى و كبرتنى
و و و ...و دينى قدر الام اكبر تقدير و وضعها فى مرتبه عاليه جدا...لازم ابوس
اديها و رجليها...و زى ما بيقولوا الجنه تحت اقدام الامهات...و الام بتحس بابنها
حتى لو عايش فى اخر الدنيا...و الام لو دعت لابنها ربنا بيتقبل دعائها و يوفق
ابنها...و الام لو زعلانه من ابنها و دعت عليه...بتحصله مصائب و بلاوى الدنيا
بس امى ما كانتش من الامهات اللى الواحد
بيشوفهم فى افلام ابيض و اسود...الحنان و الحب اللى انا حاسيته منها كان نسبته
قليله للغايه مقارنه بعدم الاهتمام و حب الذات و الاهمال و السيطره و و و اللى جعل العائله كلها تتجنبها و الاصدقاء ينفروا منها و معظم الناس تكرهها و
جعلنى فى يوم من الايام اترك بيت العيله و انام فى الشارع...و ادون فى ايجيبت طظ
و لما جيت اقارن امى بوالدى...لقيتنى اكنى
بقارن ملاك بوحش تائب...اب دمر حياه ابنه بجبروته و تحكمه و ديكتاتوريته و تسلطه و
تعذيبه و و و اللى جعل إن ما يكونش ليه و لو صديق واحد فى الحياه
و كانت اخر حواراتنا على سكايب عباره عن وقفه
مع الزمان...وقفه مع النفس...محاكمه للماضى اسابيع قليله قبل بلوغى منتصف
العمر...بعد ادراكى ان حياتى راحت بسبب هذا الاب و هذه الام...و فى النهايه تأتى هذه
العبارات التى لا طعم لها و لا رائحه
احنا عمرنا كله عاوزنلك الخير...احنا كنا
عاوزين نساعدك...احنا اهم حاجه عندنا انك تبقى سعيد يابنى...احنا بسبب خبرتنا فى
الحياه كنا لازم نوجهك للطريق الصح...احنا عمرنا ما كنا عاوزين نضايقك...ما فيش اب و لا ام عاوزين يشوفوا ابنهم حزين و تعيس...احنا عمرنا ما غصبناك على حاجه...اعمل
اللى انت عاوزه يابنى
ها ها ها...بعد ما عمرى ما راح...الف شكر
النقطه الفاصله هى هل ربنا بيحاسب الاعمال
على النيات...يعنى انا قولت لماما انا بحبك...بس انا من جوه ما باحبهاش...هل ربنا
حايحاسبنى على الرد اللى هو كذب و الا على النيه و الاحساس الحقيقى الداخلى؟
و ده ودانى لنقطه ابعد...واحد ما بيصليش فى
المسجد...و بيشتغل فى سوبر ماركت...جم بتوع الدين و قفلوا المحل و مسكوه من ايديه
و راحوا بيه المسجد علشان يصلى جماعه...هل ربنا حايحاسبه على صلاته فى المسجد اللى
هوه بيصليها بس من غير نيه؟
و ده ودانى لنقطه ابعد...لو الشريعه
الاسلاميه اصبحت الدستور...هل ربنا حايحاسب الناس اللى مجبره تعمل بالشريعه
الاسلاميه من غير نيه؟
ايه معنى واحد يدفع الزكاه و هوه مش مقتنع يدفع زكاه؟
و العكس...ايه معنى واحد يسرق و هوه نيته ما يسرقش بس مجبر بسبب ظروف الحياه؟
و ايه معنى واحد يزنى و هوه نيته ما يزنيش بس مجبر بسبب ظروف الدنيا؟
و ايه معنى إن الواحد يبقى ملاك ما يعملش خطىء و احنا بشر بنتوب و حانحاسب و حايغفر لنا؟
يعنى من الاخر...ايه معنى الحياه لو الواحد
عمال ليل نهار يعمل حاجات هوه مش عاوز يعملها...مجبر بظروف البيئه و المجتمع و
السياسه و الدين و الاقتصاد و و و...هل ده دليل على إن الإنسان فى الاخر مصير برغم انه مخير؟
انا عاوز اختار انى ما احبش ماما و بابا
علشان انا ما بحبش ماما و بابا...بس لو ما حبتش ماما و بابا يبقى حاخد ذنب ربنا
يعذبنى عليه؟
ام ارد على ماما و اقول: بصى يا ماما...انا ما
بحبكيش...بس حاعاملك انت و بابا بالحسنى
اختيار من اجل الفوز بالجنه و ليس من اجل
ماما و بابا...هل يقبل الله بذلك؟
قاعد وحيد فى شقه تصرخ بالسكوت انتظر
الموت و اتحسر على حياتى اللى فهمتها غلط
بابا كلمنى من تلات تيام من على جبل عرفات
يسألنى: عاوزنى ادعيلك بايه؟
قولتله: انى ادخل الفردوس الاعلى من الجنه
و قررت ان اترك الدنيا و اتصوف للآخره