قولت لصديقى الاجنبى و أنا نازل زياره إلى القاهره...ما تيجى معايه افرجك على بلدى ايجيبت...قال لى و ماله...استنى اجيب شنطتى و احجز طياره و يلا على ايجيبت... ركبت ايجيبت اير...خبيت عينى بسرعه بماسك النوم علشان اتخيل إنى طاير على اى شركه طيران اخرى بعد ما نفسى غمت لما المضيفه قبيحه الشكل قدمت لى الطعام...و مرت رحله الطيران بسلام...وديت الاجنبى لهوتيل جنب منزلى علشان لو جه نام فى بيتى مع ماما و بابا و الشغاله و العيال ممكن يجيله صدمه يروح فيها...كان يوم الاحد بالليل...قولت له روح ريح شويه و فى ميد نايت ننزل ناكلنا حاجه...قال لى ميد نايت ممكن تكون حاجه فاتحه...قولت له ده انا نسيت اقول لك...احنا شعب يصحى و لا ينام...يعنى الساعه اتين بالليل ممكن عادى تشوف عيال بتلعب كوره فى الشارع...مش زى فى بلدكم العيل لازم يدخل ينام الساعه سابعه بالليل بعد حدوته قبل النوم علشان المدرسه...المحلات برضو بتفضل فاتحه بالليل...ده فى سوبر ماركتهات و صيدليات بتفضل فاتحه اربعه و عشرين ساعه...قال لى واو.. ايجيبت إذ واندر فول...قولت له لما نشوف يا خويه ايجيبت بقت ايه بعد الثوره...واندر و الا مش واندر
روحنا هارديز ناكلنا سندويتشات لقيت كل الرجاله الشغالين فى المحل اتلموا حوالينه...اللى عاوز ياخد الاوردر...و اللى عاوز يمللنا بيبسى...و اللى بيطلع من جيوبه كاتشب و باربى كيو صوص...و اللى بيمسح الترابيزه و بيقول لى ويلكم...فاكرنى الراجل اجنبى و الا ايه...طبعا الاجنبى انبهر بالاستقبال الحافل ده...قولت له بص ياض...ده بس علشان انت اجنبى...لا تنخدع...ده اللى جى على اشده...روح بس انت بعد الاكله ده نام فى هوتيلك...و هاجى اخدك من الهوتيل الساعه تسعه الصبح إن شاء الله
يوم الاثنين...الحراره المتوقعه اليوم 36...اقف التاسعه صباحا امام الفندق...ينزل مسيو اجنبى بالبرنيطه و النضاره الاوكلى السوده المسحوبه و الشورت فوق الركبه و التى شيرت بولو و الزمزميه و السوندويتش الكاميرا و اوعى وشك و قال لى هيا بنا إلى الاهرامات...أى وانت تو سى ذا بيراميدز...قولت له عند روح ماما يا كوكو...خش لم نفسك يا ولد و اطلع حالا غير اللبس السياحى ده...انت فاكرنى هاخدك بالشكل ده...ده يغتصبونا...فطلع فى حزن لبس بنطلون جينز و تى شيرت عادى و ذهبنا نفطر فى كوستا كافيه...دفعت خمسين جنيه تمن كوراسونايه و كابوتشينو...أول فطار فى حياتى بالتمن ده...بس كان لذيذ...و هو طبعا نازل دفع بالجنيه اللى كان يورو و الا اكنه فلوس ورق
وقفنا ناخد تاكسى...قولت له بص يا بابا هنا اريد ان اعلمك الدرس الاول...قال لى او كى ولد شاب...قولت له هناك التاكسى الابيض...و هناك التاكسى الاسود...و احفظها كده...التاكسى الاسود فى اليوم الاسود...قول ورايه...قال ذا بلاك تاكسى إن ذا بلاك داى...قولت له عفارم عليك...يعنى تاخد التاكسى الابيض و بس...علشان فى عداد...و ما فيش فصال...يعنى ما فيش مشاكل و سنج و مطاوى و محاضر فى الاقسام و الذى منه
ركبنا تاكسى ابيض...ودينا ياسطى على ميدان لورد...قال لى الاهرامات...قولت له انت اطرش...ميدان لورد...خرس...ودانا من الدقى إلى ميدان لورد فى اخر الهرم بخمسه و عشرين جنيه...الله اكبر...ايه الحلاوه دى...و طبعا انا النص...و الاجنبى النص...أه ...هوه فاكرنى حاتفعله كل حاجه و الا ايه...كل حاجه بالنص
طلعنا من التاكسى...بصيت للواد الاجنبى فى وشه و قولت له بص ياض...فى احتمال إن ناس تلزق فيك...فاتركها تلزق...و امسك نفسك...لا تنفعل...و لا تتنرفز...و باطلب منك تقول حاجه واحده...باطلب منك فقط تقول لأ شكرا...تقول ايه؟...قال لى لا سوكران...قولت ربنا يعدى اليوم ده على خير...توكلنا على الله
مشينا من ميدان لورد إلى اتجاه الاهرامات...شعرت بتحركات غريبه فى المنطقه...عيال بتجرى من ورانا...و عيال بتجرى من ادامنا...و فى شىء مش و لا بد فى الجو...و لما كنا على بعد امتار من مدخل منطقه الاهرامات اتلموا علينا شويه شوارعيه عمالين يشاورا بلغه الاشاره إلى منطقه مقطوعه...فروم هير...هنا الدخول...من هنا...قولت لهم على مين يا روح امك منك له...لقيت قسم شرطه جنب المدخل...قولت لهم انا داخل القسم بنفسى اسأل أين المدخل إلى الاهرامات...قام ظابط الشرطه اللى فى القسم قال لى اوعى تسمع كلامهم...تمشى عالطول لفوق حتلاقى مكتب قطع التذاكر...قولت له عفارم عليكى يا شرطه...تحيا الثوره...و الشعب فى خدمه الشرطه...بصلى كده...قولت له لأ قصدى الشرطه فى خدمه الشعب
مشيت أنا و الاجنبى فى خطا ثابته و اثقه و أنا رافع راسى لفوق و اغمز بعينى للشوارعيه و اطلع جزء من لسانى قال بغيظهم على فلاحتى و روحنا شباك التذاكر...كام يا ريس...قال لى انت مصرى...قولت له اه...قال لى ورينى بطاقتك...ابتديت اشك فى نفسى و اصدق إنى اجنبى...وريته...قال لى التذكره باتنين جنيه...و الاجنبى بستين...قولت له بس ده طالب اجنبى...قال بتلاتين...دفعنا و دخلنا منطقه الاهرامات
الاجنبى اول ما دخل...عينيه دمعت...و فتح بقه...و وقع على ركبه...قولت شوفت ...منظر الاهرامات بيعمل فى الاجانب ايه...و بصلى الاجنبى ثم قال...حاموت من الحر...عطشان يا صبايا...اعطنى يا ولد اشرب من زجاجه المياه...قولت له بقى كده...خد
فجأه...سمعت صريخ مدوى يأتى من وراء الهضاب...عيال ماسكه نظاره مكبره و اعلام سوده و بتنادى للمنطقه بأعلى صوت...سياح...سياح...هناك سائح قادم...هجوووووم...مفيش الواد الاجنبى بلبعله حبتين ميه...و لقينا نفسنا محاطين بكميه من العيال الغير نظيفه كل واحد يشد جزء من جسمى...واحد كان ماسك رجلى...و واحد ايد الاجنبى...لأ من فضلك ما تلمسنيش...و التانى فى شنطته...و واحد مسك فى هدمتى...تعاله اركبك جمل...تعاله اركبك حصان...طب تعاله اركبك حمار...الاجنبى طبعا عمال شريط كاسيت معلق...لا سوكران...لا سوكران...و انا عمال اشتم فيهم اوعى احه يابن الوسخه اوعى يله يا عرص منك له...لقيت الواد بيرد عليه ابن القحبه ده و بيقول طب و ليه الغلط ده بقااااا...ما احنا كنا كويسين مع بع تينا...قولت فى ذهنى دى كانت فكره مهببه بهباب إنى اجيب اجنبى ايجيبت بعد الثوره دى...الوقتى عرفت معنى التحرش اللى بيقولوا عليه...راح نازل واد اسمر بالبراشوط لينقذنا...ضرب العيال بالجذمه و هشاهم من حولينه و قام مطلع البطاقه و مسلم عليه و على الاجنبى...ويلكم إن ايجيبت... ماى نيم إذ محمود...وى ار إن اهرامات او جيزااا...لأ يا شيخ...قال لى انا حاملكم طور فى المنتي أه...هافرجكم على الاهرامات و ابى الهاول و المقابر و المركبه السمسيه...و دى خدمه مجانيه مس لازم تدفعوا اى مليم بعد الطور...و لو عاوز تقول سكرا فى الاخر بحاجه ما فيس مانع...و احنا مكلفين هنا نعمل طورز من وزاره السياحه...و راح مشاور بصباعه على شباب اخر متسكع بيهش دبان...قولت له لو من وزاره السياحه...ليه مش ملابسنكم يونيفورم و مش حاطين بادش باساميكم...قال لى ابقى اسألهم
بصيت على منطقه الاهرامات لقيتها منطقه مهجوره...ما فيش ضابط شرطه واحد...و يبقى فيه شرطه ليه مادام ما فيش سياح...و ماحدش حايجى يسرق الهرم...قولت اخلى الواد ده معانا كحارس يحرسنا بدل لما يطلع علينا فى وسط الصحرا بلطجيه و الا العيال المعفنه دى يسرقونا و يخلصوا علينا...و بالمره يهش العيال اللذقه اللى متربصين لنا...قولت له طيب...اوكيه
مافيش...قعد يتكلم خمس دقايق عن إن الهرم ده اسمه خوفو...و الهرم ده اسمه خفرع...و التالت....قولت له منقورع...قال لأ...منقرررر ع...فكرنى بخمسه ابتدائى...و قعد يقول شويه كلام بالهلابوكش...و المصيبه بالعربى...و الواد الاجنبى بيبصلى باستغراب...قولت له حابقى اترجملك بعدين...فى الطياره...اصلى اتكسفت اترجمله الكلام اللى محمود بيقوله...خلص الكلام الهلاكش و قال تركبوا حصان و الا جمل...قولت له حانمشى على رجلينا...متشكرين يا برنس....قال منطقه الاهرامات دى سته كيلو وما تقوليش حاتمشى الاجنبى الظهر فى عز الحر على رجليه فى الصحرا...فتحت بقى علشان اتكلم قال لى ما فيش مناقشه...حصان و الا جمل...قولت طب...قال حصان و الا جمل...المشكله انه صايع و أنا مش عارف ابقى صايع...بحاول بس مش راكبه عليه...انا ادامه ولد شاب بسكوته...بكام...قال لى انت تركب و فى الاخر نتحاسب...الاجنبى بصلى و قال لى عمرى ما ركبت جمل...و دى فرصه لن تتكرر مره اخرى فى حياتى...بصلى الواد الاجنبى بمنظر يصعب على الكافر...زى البيبى عاوز مصاصه...فقدت اعصابى و قمت شاخط فى محمود بكااااام...قال لى هناك طور صغير تبص على الاهرامات الثلاثه و ترجع بتمانين جنيه...و طور متوسط الاهرامات و المركبه السمسيه و زهره اللوتس بميه و عسرين...و طور كبير كل ده مع السرح و التصوير و الطلوع على منتيقاااه ترى فيها مصر من فوق...قولت له هناخد الطور الصغير...قال لى طب أنا عملتلك خصم حالا...الطور الكبير بتمن الطور المتوسط...قولت له خد فلوسى و موتنى...قال لى ايه؟...قولت له ماشى ناخد اللى انت عاوزه...و انا عمال اعرق...و الواد الاجنبى عمال يعرق...و الاكس مش شغال...اركب...اده الوقتى...اركب...طب انا بخاف من الجمل...قولت الشهاده و نطيت فوق ضهر الجمل...اول مره اركب جمل...و كنت فاكر اول ما حانط حايجرى بيه و يرمينى من المنحدر زى ما شوفت فى موقعه الجمل...و الواد الاجنبى ركب الجمل...و لقيت الجمل ما بيتحركش...محمود قال ادفع و الجمل يتحرك...اديته 120 جنيه...قال لى للفرد...قولت له طب ده النص و لما ترجعنا تاخد النص التانى...قال لى يا امه الدفع...يا امه...قولت له زى الحمار العيل الجبان حادفع حادفع...بس كل واحد ميه...قال لى ميه ميه
دفعت و تحركت الجمال...أنا على جمل...و الواد الاجنبى على جمل...و واد اسمه تامر بيحرك الجمال من تحت...محمود قال و الحلاوه بقه...قولت له ما فيش حلاوه يا حلاوه...حاول يوقف الجمال و لكن تامر تركه يشد فى شعره و يسب فينا و دخلنا إلى منطقه الاهرامات
قولت لتامر شكرا يا تامر...قال لى باحترام العفو يا باشا...بصيت على منطقه الاهرامات...لقيتها خاويه تماما من السياح...بل من البشر...ما فيش واحد يوحد ربنا فى المنطقه؟...ياهووو...دى السياحه مضروبه بجد يا جدعان...فين السياح...فين الاجانب....فى الاوتوبيسات...فينك يا مصر...دى الاهرامات...احد عجائب الدنيا السبع...و مافيهاش نفر...طب مصرى يبص كده الهرم اخباره ايه...لسه موجود و الا لأ..بس هو كده...فضاء...صحراء جرداء...و شويه طوب فوق بعض عاملين هرم...لأ بجد عينيه دمعت...و سمع هوووس...مش سامع غير صوت الريح...و من حين لأخر صوت الجمل بينهأ...و ريحه وحشه...تامر تعب من جر الجمال و اللى فوق الجمال و قام ناطت زى الطرزان و راكب على الجمل قدام الواد الاجنبى
وصلنا للاهرامات...تسلقنا الاهرامات...و صورنا بعض الصور...قام تامر واخد الكاميرا من الواد...و قال له يعمل شكل غريب بايده...فالواد الاجنبى عملها...و قام قايل ساى شيييييز...و مصوره اكنه شايل الهرم بصباعه...ايه الابداع الفنى ده...الاجنبى قال فيه قمامه فى كل مكان...قولت له اتعود على المنظر ده علشان لسه هانشوف منه كتييييير...قال لى لو فى ناس بترمى زجاجات و اكياس بلاستك كل يوم...ليه ما فيش شركه تيجى أخر النهار تلم القمامه دى...قولت له ابقى قول ده لحوس
كملنا الرحله و فجأه لقيت تامر بيقول لى الحق...الواد صاحبك قلب الوان...قولت يادى المصيبه...الواد الاجنبى شكله حايفطس منى فى وسط الصحرا...الساعه 12 الظهر فى عز الحر...و الحراره 42...و الواد يا عين امه مش متعود على الجو ده...روحت عامل فيها المنقذ و مطلع ازازه ميه سخنه من شنطتى و مشرب الواد الاجنبى اسعافات اوليه...الواد من بعدها فاق و قال سوكران...قولت له العفو يا باشا...استرها معانا يا رب
الولد الاجنبى قال لى ممكن ندخل إلى داخل الهرم...اريد أن ارى الهرم فروم إنسايد...قولت له اسكت لاحسن ارجعك بلادكم
تامر نزلنا على مرتفع نقدر نتفرج من فوقيها على الجيزه و القاهره...و برضو اخد الكاميرا و فضل يخلى الواد الاجنبى يعمل حركات بايديه و يقول ساى شيييييز...و بصيت على مصر...و لقيتها كبيره اوى...زحمه اوى...حيويه اوى...اسمع صوت احتكاك الناس و العربيات و البيوت ببعضيها...و سحابه صفرا عايمه فوقيها...تامر شاورلنا على المقابر اللى جنب الاهرامات...و لاحظت وجود مقابرالميت المسيحى جنب مقابر الميت المسلم...يعنى فى الحيا عايشين وحده وطنيه...و فى الممات بنؤكد على وحدتنا الوطنيه...علشان ربنا واحد
اتمشينا بعدها بالجمال لمنطقه المركبه السمسيه...قصديه الشمسيه...و متحف اللوتس اللى حتى الان مش عارف هوه فين...بس المهم يعنى عدينا من جنبه زى تعليمات الطور...و تامر فضل يحكيلنا عن طفولته المأساويه...و كفاحه المرير و كيف إنه عصامى...و الواد تامر ما يكملش العشرين...و جينا جنب ابو الهول لقينا ترعه صغيره...و فجأه صرخ الواد الاجنبى...شوفوا البوبى الحلو الكميله ده...بياخد شور...امال فين صاحبه؟...يا راجل...ده انت رعبتنى يا شيخ...و ماله...الدنيا حر و الكلب بيهوى على نفسه...طبعا ترعه قذره ذو اللون الاخضر الدال على الامراض...و الكلب قاعد فى الميه صنم لا يتحرك...اده...ستوب...هى الميه دى تحت ابو الهول...ايوه...يعنى برضو تحت الاهرامات...ياس...طب هى الميه دى مش خطر على الاثار...يا عم فكك...انت الفكيك اللى حاتيجى تدق ناقوس الخطر...كبر...ما طول حياتنا الترع دى موجوده... و ابو الهول شامخ بيبصلك و بيقول لك استرجل
خلص الطور بتاعنا...و نزلنا من على الجمال فى منطقه شعبيه قرب الاهرامات...و شكرنا تامر...و اشترينا 4 زجاجات مياه...أنا اتنين و الواد الاجنبى اتنين...خلصت الازايز فى ثانيه...بصيت لقيت الواد ماسك ازازه المايه فاتحها و بيشاورلى على فتحه ازازه الميه و وشه بقى بنفسج و كل علامات القلق ظهرت على وجهه و قام قايل:لا
تو بى كونتينوت