زلزال بكره
طبعا لما حصل الزلزال بتاع امبارح ، جاتلى ذكرياتى الجميله مع الزلازل اللى مرت فى حياتى
ما فيش احلى من زلزال 92 ، كنت وقتها فى اتوبيس المدرسه و راجع البيت ، و مش حانسى لما الاوتوبيس كان بيلف ميدان سفنكس و لقيت كميه بشر بتجرى من العمارات اللى حولين الميدان زى النمل ، و انا اقول هوه جرى للناس ايه ، هيه الناس اتجننت ، و بعدين لقيت الاوتوبيس بيطير من على الارض ، احساس انك ماشى بالاوتوبيس لقدام و فى نفس الوقت بترجع بالاوتوبيس لورا مش عارف ازاى
و انا فى طريقى لامبابه لقيت الناس كلها واقفيين على الرصيف زى عساكر الجيش ما بيتحركوش ، مستنيين ايه انا مش عارف
و لما وصلت امبابه لقيت ام سيد الشغاله واقفه مستنيانى انزل من الاوتوبيس ، بس ماطلعناش فوق للشقه
قعدت تحكيلى على الزلزال و انا مش فاهم اى حاجه علشان عمرى ما شعرت بزلزال قبل كده
لايمكن انسى بقه اليوم لما كنا ملموميين انا و العيله الكبيره بعد ايام من الزلزال حولين التلفزيون و بنتفرج على واحد بيطلعوه بعد ايام كتيره من عماره وقعت و هوه فيها ، و لا يمكن انسى انه قال انه كان بيشرب البول بتاعه لما عطش ، و لا يمكن انسى اسمه ، كان اسمه اكثم
بعديها بفتره اول مره الاقى الناس كلها بتتكلم عن مدينه عمرى ما سمعت عنها قبل كده ، مدينه كده اسمها دار السلام
و بيتكلموا عن ريختر كمان ، هوه مين ريختر ده
مره يقولوا 6 ، و مره يقولوا 7.3 ، و مره يقولوا 8 ، مافيش و لو لمره 10
و من يوميها و انا حاموت اعرف شعور الزلزال ده
و جاء اليوم المشهود
كنت فى الحمام باستحمى و لاقيت كل البيت بيترج و الشامبو كان فى شعرى فاترعبت موت و لفيت على نفسى فوطه من غير حتى مالبس الكيلوت و جريت على السلالم لغايه تحت و منظرى كان وحش اوى
يوميها غسلت شعرى بالشامبو من خرطوم الجنينه
ام سيد رمتلى بعد كده هدوم علشان البسها
و فضلت واقف و الناس كلها رجعت بيوتها
و رجعت البيت بالليل خالص
كنت فعلا ارنب جبان
و كان اول مره اعرف فيها معنى توابع
فى بقه زلزال كده كان قبل ايام الامتحانات
كان عالفجر و انا نايم
اليوم ده افتكرت ان العماره بتقع
اصلها كانت مابيتهزش يمين و شمال
لاول مره الاقى العماره بتتهز من فوق لتحت
المصيبه الكبرى انى ساكن فى الدور الحداشر
و من يوميها و انا بكره انى ساكن فى الدور الحداشر
و من يوميها كمان و الابراج الطويله اللى على كورنيش المعادى بقت بيوت للاشباح
و كان منظرنا غريب لما نلاقى الطلاب برضه كلهم قاعديين زيى فى النادى الساعه سابعه الصبح و بيذاكروا ، كله من الزلزال
لسه الواحد ماجربش يكون فى اسانسير و يحصل زلزال ، يا ترى حايبقى الاحساس ايه ، اكيد مضاعف و بامتياز
زمان بقه لما كنت فى اللعبه دى ، كنت باجيب اقلام الوان خشب و ارصها بالطول جنب بعض على الترابيزه علشان لو حصل زلزال و ماحستش بيه ، لو لقيت الاقلام وقعت ، يبقى اتأكدت انه حصل ، لعب عيال بقه
فى فتره الازدهار و انتعاش الزلازل فى مصر كنت مجهز ازازه ميه جنبى عالطول و خطه الاختباء تحت السرير علشان لو حصل زلزال و السقف وقع ، الطوب ينزل على المرتبه و ماينزلش على نافوخى
طب ليه افضل فى العماره اساسا ، المفروض انزل بسرعه منه زى ما معظم الناس بتعمل ، المشكله انى مش معقول انزل السلالم دى كلها بتاعت الحداشر دور افرض العماره وقعت و انا فى الدور التالت ، حايبقى صعب يطلعونى منها ، و بعدين الحمل اللى حايبقى على نافوخى حايبقى اكتر بكتير لو فضلت احسنلى فى الدور الحداشر ، اصل فوقينا تلت ادوار بس
و لما اخترعوا الموبايل ، لازم طبعا يبقى مشحون و جنبى عالطول ، و يستحسن لو كان فيه كرديت
قولت لاهلى لما يجوا يعزلوا يختاروا عماره ما فيهاش اكتر من دورين و لو ما فيش حل غير عماره عاليه ، يبقى يا ريت اخر دور علشان لما العماره تقع احنا نقع على اللى فوقينا و محدش يقع عليه من فوقى
انا بقه ملاحظ حاجه غريبه ، الزلزال لما بييجى ، بييجى فى اوقات مش مظبوطه خالص ، يعنى مره كده انا فاكر لما سافرنا فى تانى يوم العيد و كان مش فى بال اى حد ان ممكن يحصل فى تانى يوم العيد زلزال ، طب ينفع فى اول يوم العيد ، طب اول يوم رمضان ، و دايما بقه يجى فى ساعه خاصه جدا ، مره بالليل خالص و كل الناس فى بيوتها نايميين ، و مره الفجر خالص و برضه كل الناس نايميين ، و مره العصر لما كل الناس تكون رجعت من الشغل ، علشان كل واحد يتشرف و يحضر كل زلزال ، و اللى فاته الزلزال ممكن يستنى التوابع
مره بقه كنت مع صحابى و جه على نشره اخبار اجنبيه ان فى زلزال مدمر جاى طوالى فى السكه على مصر ، روحنا واخدين بعضينا كده زى الهبل و قعدنا مع المصريين التانيين الاذكيه فى الجنينه بتاعت ميدان المساحه ، و بجد كانت ليله جميله فله ، العيال كانت بتلعب ، و الستات كانوا جايبين البطاطين و الملايات و عاملين حسابهم فى الاكل ، و انا و صحابى فضلنا قعدين مع الناس نستنى الزلزال انه يجى ، مجاش ، شفت ، اتضربنا مقلب ، اتبعتنا يعنى ، الحمد لله إن اللى كان مصبرنا ان احنا لعبنا كوتشينه ترنيب فى الجنينه
المهم بقه اللى الواحد عاوز يقول إن الواحد لما صدق إن مصر جالها الشرف و دخلت فى حزام الزلازل لما لقيت فجأه الدنيا بقت هوس سكووووت ، فين الزلزال ، فين الهز ، فين الفرفشه ، مافيش ، سنه تمشى ، سنتين ، طب تلاته ، مافيش ، طب اى 12 اكتوبر ، مافيش ، كنت خايف لاحسن انسى احساس الزلزال ، بس الزلزال مانسانيش ، جه و سلم عليه ، و وقع كل البيوت اللى الاسمنت فيها مغشوش او مبنيه غلط ، و من نفسها كده كنسلنا العشوائيات اللى خانقانا و ببلاش كمان ، و موتلنا كده شويه ناس كانوا كتير على التعداد السكانى بتاعنا ، طول عمرى بخاف من حاجتين ، الزلازل و الصراصير ، عرفت و الحمد لله اتغلب على مشكله الصوريصار ، بس الزلزال حيفضل طول عمره يعمل لى رعب ، رعب مش لذيذ
الزلزال ده انذار ، بيقول للناس اصحوا، بس الناس ما بتتعلمش ، و طول مالناس بتنسى ، الزلزال حايجلها... و من غير انذار