You Are Not Alone
طيب حاضر...بس الفكره انى كتير باسأل نفسى عن معنى كل ده...اصل انا ما بحبش افكر اللى انا عاوز اكتبه...انا باكتبه و خلاص...و هنا بيجى فايده التدوين...و دايلمة النسيان... يعنى شوف اللى انا كاتبه فوق ده احس انى اول مره باكتبه...بس لما ارجع لورا الاقى انى كتبته قبل كده و برضو بنفس قمه الاحساس اللى انا فيه دالوقتى...و يمكن كتبته خمسميت مره طول حياتى قبل كده و انا مش فاكر...و انا عارف إن الكلام اللى باكتبه الوقتى ده شكله ملعبك و مش مفهوم بس انا فاهمه كويس الوقتى...حتى لو الوقتى بقى من غير "دال" دالوقتى...كلهم كانوا الوقتى
بص انا حاحكى تلات احداث حصلولى الاسبوع اللى فات...و كل حدث كان منفصل عن الاخر بس الغريبه فيه ان اول واحد كان زى تانى واحد...مروا مرور الكرام...بس تالت واحد خلانى افتكر اصلا إن فى حدث اولانى و تانى حصلولى
الاحداث عاملين زى قطع الدومينو المترصصه ورا بعض...زقه بس لقطعه الدومينو اللى ادام وقعت كل القطع اللى ورا
مش عارف ابتدى احكى الحدث الاولانى و الا التانى و الا الاخير احسن... بص حاحكى اللى لسه حصل لى امبارح
انا باشتغل مؤقتا تدريب بالليل فى مكان المفروض حاسيبه بعد شهرين إن شاء الله...و كالعاده بقه باروح الشغل تعبان و متدايق و تهقان و زعلان و قرفان علشان ما بحبش اساسا اللى انا بعمله...و شكلى بالبله زى واحد ضايع من امه...شكلى فعلا عامل زى... بص عارف ساعات بانشوف واحد كده هدومه مقطعه و شعره طويل و بدقن طويله و ماشى حافى و وسخ و لونه اسود و شكله ماستحماش من اربع سنين ماشى فى الشارع و الحشرات بتبيض عليه تايه شارد مش عارف رايح فين...اهو انا كان شكلى كده...مش كده اوى يعنى...عالاقل كنت حاسس انى بقيت كده...و زمايلى فى الشغل كانوا بيشوفونى بالشكل الضايع ده...و على فكره مره من كتر قرفى و الخنقه فضلت ارسم بقلم الجاف على ايديه الاتنين لدرجه فى يوم بعد كده السكرتيره فى المكتب و احنا ماشيين مروحين قالتلى اوعى ترسم على ايدك بعد كده...ده الناس جوه بيتكلموا عليك و بيقولوا كلام صعب...قولتلها صعب ازاى يعنى...قالتلى يعنى...بيقولوا عليك مجنون...بصيتلها و قولت هممم
المهم خلينا فى الموضوع...انا جه فى بالى بقه من زمان لما واحده مدونه ماعرفهاش مره قالتلى ان فى كتاب اسمه مش عارف لا تزعل و الا لا تحزن و انه كويس و كده...و قولت يمكن الكتاب ده يطلعنى من اللى انا فيه...المهم روحت مكتبه مدبولى قال لى ده بالطلب ادفع 35 جنيه و انا اجيبهولك...قولت له بس انا عاوز اشوفه الاول قبل ما اشتريه...المهم روحت ادور فى مكتبات تانيه فى المنطقه اللى انا ساكن فيها ما لاقيتش الكتاب...و فى يوم فى الشغل سألت زميله ليه كده معروف عنها اهتمامها بالقراءه عن هل الكتاب ده يستاهل و الا لأ...قالت لى اه يستاهل و انه كويس و كده...قولت لها اصل انا مش لاقيه...قالت لى اصله مش عارف معمول فى السعوديه و الا ايه...المهم يعنى روحت فى يوم بعد كده سألت واحد بيبيع كتب على الرصيف و سألته عالكتاب...قال لى استنى اكلملك الراجل اللى بيوزع الكتاب ده بالذات...و كلمه ادامى و وعدنى انه يجيبلى الكتاب اليوم اللى بعده...و قال لى انى يا ريت ما اشتريهوش من مكان تانى علشان هوه حايجيبهولى مخصوص بالطلب و انى اجيله الساعه اتنين بكره...قولتله اوكيه...جه بكره ده و روحتله الساعه اتنين مالقيتوش...تلاته اربعه خامسه...مالقيتوش...المهم خليت واحد يعرفه يكلمه ادامى عالموبايل فقال لى الراجل انى اجيله بكره تانى و هو حايكون جاب الكتاب...قولتله شكرا و مشيت زعلان... و بقالى فعلا تلات ايام ماشى فى شوارع مصر المزدحمه علشان ادور على كتاب قال ايه ممكن يطلعنى من الهم و الحزن اللى انا فيه...بلا نيله...روحت الشغل الساعه سته...و بعد ما خلصنا الميتينج مع المانجر...و الستاف كله مجتمع فى الاوضه...لقيت زميل ليه بيطلع من شنطته كتاب لا تحزن و بيدهولى ادام زمايلى كلهم
اده...ستوب
لأ بجد اده...هو فيه ايه...ازبهليت ادام زمايلى كلهم...مسكت الكتاب بين ايديه الاتنين...و قريت العنوان لا تحزن ببطىء شديد...اتفاجئت بصراحه...حاجه ما كنتش متوقعها خالص
اولا زميلى ده ماعرفوش غير من اسبوع...و بعدين مش صاحبى و الا حاجه...و اتكلمنا فى الشغل يجى مره و الا مرتين...و هو بيدينى الكتاب قال لى انا شوفتك كنت بتسأل زميلتنا عن الكتاب و كان نفسك فيه فجبتهولك
اده ببساطه كده
الفكره كلها إن و انا ماسك الكتاب فكرت بالايام اللى فاتت اللى ليها دعوه بالكتاب و اللى مالهاش
اللى ليها دعوه بالكتاب إن تخيل مثلا لو كنت روحت اى مكتبه و من اول مره لقيت الكتاب و اشتريته هل كنت حاسأل الزميله عنه...بلاش...حتى لو كنت سألتها الاول و بعدين روحت اشتريت الكتاب هل كان نفس الشعور الحلو اللى جالى كان حايبقى موجود لما زميلى ده يديلى الكتاب...تخيل انا عندى الكتاب و زميلى بيدينى نفس الكتاب تانى... و لازم ابقى ذوق بقى و اقول شكرا و كده و اتصنع الانبهار...الموضوع اكيد فيه حاجه
وقتها فعلا حاسيت بايام ملسى...و انا عارف يا ميكو انك حاتعرف انا باتكلم عن ايه...و لما كنت زمان بادون فى نوته صغيره كل حاجه بتحصل فى اليوم و ان كل حدث متصل بحدث اخر انه فى الاخر يبقى خير ليه مش شر...موضوع كبير مش عاوز اتكلم فيه هنا...او ما كنت اطلق عنه آنذاك طريقه التواصل مع ربى...او الشعور الداخلى و الدليل النفسى لوجود الرب
بس اللى انا عاوز اقوله هو إن الموقف ده فتح عينى على حاجات...إن لما ساعات الواحد يسيب الموضوع اللى بيدور عليه و مشغول بيه لوحده...هو حايجيله لحد عنده...و إن الواحد لما يكون متوقع من ناس معينه فى حياته حاجات...بتجيله حاجات من ناس هو مش متوقع منهم اى حاجه...و إن اجمل حاجه لما الواحد يفرح بشىء هو ما كنش عامله اى حساب او خاطر...انا اساسا ما باحبش اقرا كتب و عمرى فى حياتى ما كنت حافرح مثلا لو حد جابلى فى عيد ميلادى كتاب...بس مش عارف ليه المره دى كانت حاجه تانيه خالص...ببساطه واحد عرف انه يفرحنى
ياريت اعرف افرح حد كده زى ما هو عرف يفرحنى فافرح
حاولت اديله فى وقتها الفلوس بس هو رفض بشده...و الموقف ده و الفرحه اللى كانت على وشى كمان اثرت بشده على زمايلى التانيين اللى كانوا فى الاوضه...يعنى عمل ملتيبل ايفكت على الحاضرين من غير ما يشعروا...حسيت انهم سعداء علشان شافونى و لأول مره سعيد فى مكان العمل
كل ده حصل امبارح...و ده خلانى افكر طول الليل...افتكر حاجات مشابه حصلتلى خلال الاسبوع اللى فات...بس يمكن كانوا محتاجين حدث جامد زى ده علشان يفوقنى و يرجع الذاكره تانى للحدثين التانيين...و يمكن لاحداث حياتى كلها الماضيه و الحاضره
فكرنى إن كان ليه برضو زميل بيشتغل فى الشركه اللى تحتينا...و كان صديق بس مش انتيم يعنى...بس يمكن صداقتنا بقت اقوى بحكم وجودنا فى نفس مكان العمل...هو عارف انى متدايق من الشغلانه اللى انا فيها...و من احوال البلد...و من العيشه المقرفه اللى انا بتعذب بيها كل يوم...و قد ايه نفسى اسيب البلد دى...المهم فى يوم شافنى و انا باجرى من العماره اللى فيها الشغل غضبان جدا... و هو عارف انى كذا مره كان فى نيتى إنى اسيب الشغل...بالرغم إن ده حيؤثر على مستقبلى المهنى جدا بس انا كنت فعلا ناوى اسيب الشغل علشان كنت خلاص حاتخنق...مش معقول فى البيت ابقى قرفان و فى الشارع ابقى قرفان و فى الشغل كمان...ده ايه الحياه القرف دى...لقيته بيكلمنى فى البيت و لأول مره يسأل عليه...و يطمن على احوالى...و كان فعلا بيهون عليه مصائب الشغل...حكيتله إن سبب غضبى علشان حصل حوار كده مش ظريف مع زميل غتت و رخم كده بس الفكره يمكن إن اكن كنت مستنى حاجه او سبب تافه اسيب بيه الشغل...فضل صديقى ده يقوينى و يؤكد عليه إن خلاص هانت و فتره التدريب حاتخلص و قد ايه شهاده الخبره دى حاتفيدنى فى المستقبل الخ الخ الخ...و اهم جمله قالها فى التليفون هى...و اوعى ما تجيش النهارده الشغل
اده...ده فى واحد خايف عليه بجد...بعد عدم المبالاه من الاهل و الاقارب بحالى...حاسيت اكن كان نفسى حد يقول لى كلمه زى دى...حد وجودى مهم بالنسبه له...على الاقل اضحك على نفسى شويه...برضو فضلت افكر افكار شيطانيه عن إن يكون ورا المكالمه دى غرض او مصلحه بس فشلت فشل زريع...ماكنش في اى سبب يخليه يعمل كل ده غير انه واحد و خايف على مصلحتى...و فعلا يوميها روحت الشغل و لما قابلنى قال لى عارف لو ما كنتش جيت...كنت حاجيب زمايلى و نجيلك البيت و نركبك العربيه و نجيبك على هنا
و بعدين افتكرت برضو من شهر فات لما كان فى واحد اجنبى من انجلترا بيعمل بروجرم فى الشغل و انا فاكر حتى لما ناس كتيره فى الشغل كانت بتتلزقله...مش عارف المصريين بينبهروا بالاجانب اوى كده ليه...ياريت الاجانب ينبهروا بينا اوى كدا لما نروح احنا المصريين بلدهم...و مره بالصدفه سألنى فى التورئه عن مكان هنا فى القاهره ممكن يخرج فيه فقولت له يروح سيتى ستارز...يعنى واحد اجنبى بيسأل واحد اللى هو انا اللى كان ماشى بالصدفه فى نفس التوقيت اللى كان ماشى فيه الاجنبى و قال ايه جه فى باله السؤال ده يسألهولى بالرغم من انى و الا اعرفه و الا حاعرفه اساسا
الاسبوع اللى فات كان نفسى اروح السينما و فيلم معين كده بس ماكنتش لاقى حد يروح معايه علشان معظم صحابى فى امتحانات و كده...كنت ساعات باحس انى باشحت من اى حد يروح معايه...زهقت من حكايه انى اروح السينما لوحدى
المهم فى يوم فى الاسبوع اللى فات قابلت الاجنبى ده برضو بالصدفه فسألته هوه عرف يتفسح فى القاهره...فشكرنى على المكان اللى قولتله عليه قبل كده و بعدين اتكلمنا كده خمس دقائق انجليش و فى الكلام مش عارف ليه برضو قولت له انا نفسى اروح الفيلم الفولانى...فقالى لى انه كمان نفسه يخرج...قولت له تحب تروح معايه بس انا بخلص شغل بالليل فمافيش غير منتصف الليل...قال لى اشطه...و بالرغم من انه كان فاضل له يوم و يمشى من مصر...و بالرغم ان فى كذا واحد كان واقف ادامى و انا باكلمه و يقابله و يقوله انه نفسه يخرج معاه و انهم يعنى يكلوا فى مطعم و الا و الا و الا قبل ما يسافر...و هو يقول لهم انه للاسف مش فاضى...إلا انه مش عارف ليه اختار انه يخرج معايه...بالرغم انى عمرى ما حاشوفه بعد كده...و ماكنش ليه دعوه بيه قبل كده...و برغم مشاغله قبل السفر بيوم...و انه لسه لازم يشترى هدايا لاصدقائه...الا انه جه معايه...معايه أنا
لما روحنا السينما اصر انه يدفع تذكره السينما...و اشترى لنفسه و ليه و لمراته فيشار و بيبسى...و استمتعت جدا بمشاهده الفيلم...مش بس علشان الفيلم كان ممتع...بس علشان ماكنتش لوحدى...و بعد لما طلعنا الساعه تلاته بالليل مالسينما...ادالى الايميل بتاعه و انا اديتله الايميل بتاعى...و
الموضوع إن الحدث الاخير عادى يعنى...يعنى عادى مافكرتش فيه اساسا...و ما كنتش حافكر فيه غير لما حصل موضوع البارح بتاع الكتاب...الفكره إن في فعلا ناس كويسه...و فيه فعلا فى يوم الواحد احداث جميله...بس الواحد اتعود انه ما يحسش بيها...اتوعدنا خلاص عالغم و الهم و الغلب و اللوم و الشكوى...يعنى ممكن اخلى حدث السينما ده حدث عادى...و ممكن اخليه فرح كبير...النقطه مش فى الحدث...النقطه فيه انا...انا باشوف الحدث ازاى...واحد كلمنى فى التليفون...و ايه يعنى...او واحد كلمنى فى التليفون بس بيسأل عليه...اده...هايل...تحفه...ابسط يا عم
الموضوع مش عارف احكمه لإنه فيه تفاصيل صغيره جدا هى اللى ادت فى النهايه إلى انى اشعر بشعور مختلف زى اللى فضلت ارغى عنه ساعه فوق ده...شعور إن طريقه مشاهدتى و معايشتى لليوم يجب ان تتغير...و إن الدنيا ناس...مش إن الناس فى الدنيا...و الاحداث مش وقت...الاحداث مكان بيتلاقوا فيه الناس دول...و حارجع تانى و اقول...إن اللى فات ده عادى و مش عادى...عادى علشان انا اكيد حصل لى حاجات زى دى كتير قبل كده...و يمكن ميت مره احلى و احسن من كده كمان...و مروا مرور الكرام...بس مش عادى علشان خلانى اعرف الخلطه اللى مش سريه للحياه...الخلطه اللى مش حتتذوقها غير لما تعيشها بنفسك...مش لما تسمعها من واحد زيى مش عارف يوصل اللى عاوز يقوله و الدليل على ذلك انه لسه عمال يكتب فى جمل و هو عارف إن ما حدش بقه عنده نفس يقرا كل اللى انت كاتبه ده
يلا اقفل بقه الموضوع...لأ فعلا...كان عندى اعتقاد خاطىء إن معظم الناس خلاص بقوا مش كويسين...المجتمع بقى قاسى على الواحد و الواحد اساسا مش ناقص...بس الناس الطيبه موجوده...والانسان الكويس ده ممكن يبقى مصرى او مش مصرى...و الانسان الكويس ده ممكن يبقى كويس معاك علشان انت كويس...و ممكن يبقى كويس معاك بالرغم من انك وحش...المهم انت كويس زيه و الا لأ...ممكن الناس الكويسه بيلاقوا بعض...مش عارف بقه دى صدفه و الا لأ...و ممكن اللى مش كويس يكون معاك كويس...او تشوف الكويس اللى فيه...بس ده سبب كافى تخلى الواحد مقبل اكتر على الحياه...لإن فيه ناس كويسه معاك فى الحياه دى...علشان انت عاوز الحياه دى تبقى كويسه
مش عاوز هنا اتفلسف فى فكره هى ده صدفه...و الا احنا مصيرين...و الا احنا مخيرين...و الا هى حياتنا وحشه علشان هى وحشه غصب عنا و الا احنا اللى بنخليها وحشه و الا احنا الوحشين
بس الفكره انك مش لوحدك