EgypToz: December 2024

Tuesday, December 31, 2024

العاب مضحكة

العائلة المكونة من جورج وزوجته آنا، وابنهما الصغير جورجی سافروا مع كلبهم بالسيارة لقضاء إجازة في بيتهم الصيفي المطل على البحيرة. أثناء الطريق مروا بجيرانهم الذين كانوا يقفون مع شابين أنيقين يدعيان بول وبيتر... جورج وأنا لوحا للجيران من السيارة عن بعد، لكنهما استغربا لأن الجيران لم يكونوا ودودين كالعاده.

عندما وصلت العائلة إلى البيت الصيفى، بدأوا ترتيب أغراضهم لقضاء الإجازة. جورج وابنه أنزلا القارب إلى البحيرة، بينما بدأت آنا في وضع الطعام في الثلاجة. أثناء تجهيز القارب مر عليهم أصحاب البيت القريب منهم على الضفة الأخرى من البحيرة في قارب صغير، وحيوهم وأخبروهم عن خططهم لليوم، واقترحوا لقاءهم لاحقا .

فجأة سمعت آنا طرقا على الباب. عندما فتحته، وجدت الشاب بيتر يقف بأدب، وقال إنه ضيف عند الجيران وطلب منها بعض البيض لتحضير الطعام. أعطته آنا البيض، لكنه عاد بعد قليل والبيض مكسور، وطلب منها بيضًا آخر... في البداية، رفضت آنا، لكن بعد إلحاحه، أعطته المزيد. ثم أسقط بيتر البيض مرة أخرى وطلب بيضا آخر. غضبت آنا وطلبت منه مغادرة المنزل، لكنه رفض... انضم إليه بول، وبدأ التصرف بطريقة غريبة ومزعجة...شعرت آنا أن هناك شيئا خاطئا وحاولت طردهما، لكنهما تجاهلا طلبها واستمرا في الحديث بأسلوب مستفز.

في ذلك الوقت، عاد جورج مع ابنه إلى المنزل وحاول الأب التعامل مع الموقف بعقلانية، إلا أن بول وبيتر استغلا الفرصة وهاجما جورج، حيث ضربه بول بمضرب جولف كان في المنزل، مما أدى إلى كسر ساقه وجعله غير قادرعلى الحركة... و منذ تلك اللحظة، سيطر كل من بول وبيتر بالكامل على العائلة.
شعر الكلب بالخطر وبدأ ينبح، فقام بول بقتله... بعد ذلك، قيدا جورج وآنا وابنهما، وأخبروهم بأنهما يحبان لعب "ألعاب" سادية... فأجبرا آنا على خلع ملابسها أمام زوجها وابنها لإذلالها وجعلا جورج وآنا يتوسلان إليهما ليتركوهم... وعدهم الشابان بأنهم سيقتلونهم قبل طلوع الفجر، فحاول الطفل جورجي الهرب، وركض إلى منزل الجيران، لكنه وجدهم جميعًا مقتولين...لاحقه بول وأعاده إلى المنزل... بعدها قتل بيتر الطفل أمام والديه، بينما كان بول يحضر فطيرة فى المطبخ.

بعد خروج الشابين من المنزل حاولت آنا وجورج تحرير أنفسهما. جورج لم يكن قادرا على الحركة بسبب ساقه المكسورة، فطلبت منه آنا محاولة الاتصال بالنجدة، لكنه وجد الهاتف مكسورًا، فخرجت آنا في الظلام تصرخ طلبا للنجده.
من بعيد، رأت سيارة قادمة، فظنت أنهما بول وبيتر واختبأت. ..بعد قليل، مرت سيارة أخرى، فخرجت آنا أمامها تطلب المساعدة، لكنها اكتشفت أن السائقين هما بول وبيتر... أعادها الشابان إلى المنزل... و في لحظة ما، استطاعت آنا الإمساك ببندقية بول وقتلت بيتر، لكن بول استعمل جهاز التحكم عن بعد وأعاد "المشهد"، وعندما حاولت آنا قتل بيتر مرة أخرى، منعها بول، وبقى بيترعلى قيد الحياة... فيما بعد قتل الشابان جورج. وفي النهاية، أخذ بول وبيتر آنا على القارب، وقيدوها ثم ألقوها في البحيرة لتغرق...و بعد وفاتها توجه بول إلى الجيران على الضفة الأخرى من البحيرة وسألهم إذا كانوا يملكون بيضا.



هذه أحداث فيلم ألعاب مضحكة للمخرج النمساوي مايكل هانيكه...يحمل رؤية سوداوية تخالف معظم الأفلام، حيث ينتصر الأشرار ويموت الطيبون. الفيلم يثير تساؤلات عميقة عن العدالة والغاية من الحياة. إذا لم يكن هناك خالق عادل حكيم يغفر ويعاقب، فكيف يمكن للبشر الذين تعرضوا للظلم القاسي فى الحياة الدنيا أن يحصلوا على حقهم بعد الممات.

لم أكن أتخيل أبدًا أن فيلمًا ساديًا عبقريًا ومفزعًا مثل هذا يمكن أن يعزز من إيماني. فمع التفكر من الناحية الفلسفية، لابد أن يكون هناك الله سبحانه وتعالى. لأنه في حال عدم وجود الله سبحانه وتعالى، العادل الحكيم الغفور الرحيم، فماذا سيحدث لكل البشر الذين عانوا من قتل ونهب وسرقة وتعذيب وانتهاك عرض واغتصاب وغير ذلك؟ وماذا عن كل ضحايا الحروب؟ وكل المظلومين في السجون؟

فإن عدم وجود حساب بعد الممات، مع غياب القيم والمبادئ والأخلاق، وعدم وجود عدالة قضائية في القانون البشري، وغياب العدالة الاجتماعية، سيؤدي ذلك في النهاية إلى فوضى عالمية.
حينها سيقول الإنسان: لماذا لا أرتكب الجرائم إذا لم يكن هناك حساب لأفعالي؟ فما قيمة أن يكون لدى البشر الملحدين مبادئ إنسانية؟ و كيف نقرر من هو الطيب و من هو الشرير إذا ظن الشرير إنه الطيب و أن الآخر الطيب هو الشرير؟ وكيف نطلق على تلك المبادئ والأخلاق الطيبة بأنها "إنسانية" وهي ليست من صفات الإنسان؟
ومن أعطى البشر القدرة على التمييز بين الخير والشر؟ كما حدث في الفيلم، فقد قام الشباب الأشرار بقتل عائلات بأكملها واستمروا في حياتهم فى عمل الشر دون أي عواقب أو مانع منطقى لعدم ارتكاب الجرائم مع غياب العدالة الإلهية. فهل ترضى بنهاية الفيلم إذا كانت حياتك كحياة العائلة أو كحياة الأشرار؟ و هل تظن بحق إنك طيب أم شرير؟