الجريمه
قاعد فى وسط قاعه
محكمه كبيره وسط حشود غفيره من الناس فى بلد اجنبى فى اوروبا...امامى منصه
القضاه...رئيس القضاه فى النص...قاضى عن يمينه...و قاضى عن شماله...و جنب كل قاضى
انسان عادى ممثل عن الشعب...عن شمالى محامى الدوله و محامى اهل الضحيه و
المختص...و عن يمينى اتنين محامين للمتهم...و المتهم...و امامى ميكروفون
رئيس القضاه يبدأ
الكلام:......(لا اتذكر ما قاله)
س:
الاسم...السن...العنوان...الجنسيه...الوظيفه؟
س:هل تعرف المتهم؟
س:هل توجد اى صله
قرابه للمتهم؟
س:ما هى علاقتك
بالمتهم؟
س:....
س:.........
س:...............
....
.
لا اتذكر
لا اتذكر
القاضى الثانى
يسألنى:....لا اتذكر
القاضى الثالث
يسألنى:...لا اتذكر
محامى اهل الضحيه
يسأل...محامى الدوله يسأل...المختص يسأل...محامى المتهم يسأل...
لا اتذكر التفاصيل...اكن
حد مسح التفاصيل من دماغى
اللى اتذكره ان رئيس
القضاه مره قال لى اقرب للميكروفون علشان صوتى واطى...و مره اعلى صوتى فى
الميكروفون
و اتذكر ان اول مره
اشعر بايديه الاتنين عرقانين مع نفسهم...و ان لما طلب منى رئيس القضاه انى اقوم
اقف و اروحله علشان يورينى صوره...و كانت صوره اوضه الجانى و على مكتبه جواب...و
على الجواب كلام...و رئيس القضاه راح سألنى هل المكتوب على الجواب ده بخط ايدى...و
وقتها ما كنتش قادر اشيل جسمى على رجليه...و فضلت ابص على الصوره...و اقول فى مخى
معقول انا كتبت الجواب ده...و جاوبت على السؤال بكلمه احتمال
انا كنت حاسس انى
بتحاكم...او إنى فى الفيلم الغلط...المحاكمات باشوفها فى التلفزيون و الافلام
فقط...بس ده واقع...انا عمرى فى حياتى ما دخلت محكمه
فى المحكمه سألت
نفسى...هوه ايه اللى وصلنى للموقف ده...هل محاكمه للنفس قبل يوم الحساب...انا
لحظات كنت بافتكر انه هزار...بس طلع جد
بعد انتهاء الجلسه
خرجت من المحكمه اكنى منمل كليا...لم استوعب ما حدث...و كملت تنفسى فى الحياه
اليوم التالى روحت
الشغل...و انا على السلم بتسألنى زميله عن اخبار المحاكمه بتاعت امبارح...وقفت على
السلم...بصيت فى وشها...و فجأه جالى فلاش باك للقاعه و المحامين و الناس اللى
قاعده ورايه بتتهامس و واحده بتقول هوه مين الواد ده...فجأه بدأت عينيه تمتلىء
بالدموع...و ما يصحش راجل يعيط ادام ست...و لم استطع ان اتمالك نفسى...و جريت من
ادامها و انا امسح دموعى...و جريت لمكتبى و قفلت الباب بالمفتاح و غرست رأسى فى
الجاكيت حتى لا يسمعنى احد و انفجرت فى البكاء
افتح
التلفزيون...اجد القاتل امامى مكبل الرجلين...و اسمع صدى صوت مذيعه الاخبار...و هى
تحكى عنى...أنا الشاهد فلان الفلان...الذى كان اقرب شخص للمتهم اخر اربعه اسابيع و
حتى الساعات الاخيره قبل وقوع الجريمه...شهد فى المحكمه البارحه...فى تالت ايام
المحاكمه...فى الجريمه البشعه التى حدثت الصيف الماضى...عندما دخل الجانى إلى بيت
صديقته السابقه و قتلها بعده طعنات نافذه و تركها جثه هامده...حتى تعثر عليها بنتها
ذات التسع سنوات اليوم التالى...غارقه فى دمائها...و وقتها تم ابلاغ الانتربول
الدولى بعد هروب المتهم خارج البلاد...ليتم...و تم
كان فى حلم دايما
بيتقرر عندى من و انا صغير...انا عايش فى قريه من غير مرايات...و كان فى حاجه
قبيحه فيه بتخوف الناس منى...و لم يجرؤ احد انه يخبرنى...و بسبب الرعب اللى فى
القريه قرروا اهل القريه التخلص منى...و بعد ما قتلونى مثلوا بجسدتى
عاوز امحى اليوم ده
من قصه حياتى...علشان ده اليوم اللى حاسيت فيه بجد انى واقف ادام الناس
عريان...اول مره احس انى انسان مش صريح مع نفسه...انى انسان عبد للمجتمع...انى
ارتكبت جريمه...انى مش عايش الحياه بشفافيه و صراحه و وضوح... لكن عايش ورا اسامى
مستعاره و شخصيات وهميه و انسان مزدوج الشخصيه...كتبت قصه حياتى بالوشم...و لا
يوجد فرصه للرجوع للخلف
كنت مستنى الوقت
المناسب علشان احكى عما بداخلى...بس انا عارف إن ما فيش وقت اسمه مناسب...عارف لما
الواحد عاوز يتكلم عن حاجات كتير بس مش عارف يبتدى منين من كتر الحاجات
فى كلمتين: انا مصاب
حاليا بصدمه نفسيه