اخيرا
الصوره دى لمحمود و هو بيموت...محمود بيشتغل ديليفارى لبيتزا هات...محمود عنده 22 سنه...محمود كان رايح يوصل طلبيه يوم الخميس بالليل...مجدى كان طالب بيتزا سوبر سوبريم كبيره علشان ياكلها مع فيلم منتصف الليل...مجدى ساكن فى المعادى...الساعه كانت 11 بالليل...محمود كان راكب الموتوسكل و بيجرى على كورنيش المعادى...عربيه بى ام دبليو خبطته...محمود طار من على الموتوسكل و وقع على الاسفلت...اللى كان سايق البى ام دبليو واحده من البنات الهاى كلاس...البنت خافت و هربت...الناس اللى فى الشارع طلبوا الاسعاف...مجدى طلب بيتزا هت و زعقلهم على التأخير...الاسعاف جت بعد نص ساعه...محمود جالى الساعه 1 بالليل...أنا كنت واقف ورا السرير و ماسك راس محمود...محمود كان فاتح عينيه و بيبصلى بس مش قادر يتكلم...راس محمود كانت مفتوحه من ورا...حتت من مخه كانت طالعه لبره...حتت من مخه كانت متفرفته على الأرض...فتحه راسه كانت بتنقط حتت مخه...أنا كنت سامع اهله بيصوتوا بره...كل لما اطلع بره و أمه تسألنى محمود ابنى حايبقى كويس...ما عرفش ارد...مش قادر اقول لها عن فتافيت مخه اللى شفتها مرميه على الأرض...محمود مات قبل الفجر...أنا كنت اخر واحد محمود شافه على كوكب الأرض
قعدت جنب محمود و بصيت للحيطه فوقيه و شفت روح محمود فوق فى الحيطه...طلعت الموبايل و صورت الحيطه اللى كانت عامله زى مرايه لمحمود على السرير
كنت فاكر إن محمود ما كانش عارف إن النهارده حايكون اخر يوم فى حياته...محمود قال لى إنه كان عارف بس ما لحقش يقول لحد لإنه مات...و كل الناس اللى ماتت عارفه قبل ما تموت إنها حاتموت
محمود قال لى إنه بعد ما صحى لقى نفسه مع بلايين البشر واقفين على الفراغ عرايا فى الفضاء وسط النجوم و الكون منور من فوقيهم
محمود قال لى كمان إنه مش فاكر حاجه بين أخر لحظه فى الحياه و اللحظه اللى هوه فيها
لحظه اخيرا
محمود قال لى إنه اكنه نام و صحى لقى نفسه فى اخيرا
محمود مش فاكر حاجه من الحياه...و لا امه و الا ابوه و الا فى اى زمن هو كان و الا اسمه حتى
لحظه اخيرا مالهاش بدايه و الا نهايه
اخيرا بلا زمان أو مكان
محمود كان فى لحظه اخيرا...و أنا كنت جنب محمود فى الأوضه...و البت اللى خبطته ماتت بعد 54 سنه من غير ما تعرف إنها موتت حد فى حياتها...مجدى الليله دى ما عرفش ليه ما جاتلوش البيتزا و قرر يتعشى عيش بجبنه على الفيلم
إلى روح هذا الشاب البسيط الذى تعرف على فى اخر ساعه من حياته
5 comments:
الله جميلة اوى التدوينة دى
و بجد ربنا يصبر أهله وان شاء الله هو فى الجنة
و لو حضرتك فعلا بتتعرض للمواقف دى وبتأثر فيك للدرجة دى فربنا مع حضرتك كمان
انا بتابع المدونة دى من فترة اى نعم مش كبيرة اوى بس اسلوب حضرتك جميل جدا
و اثرت فيا متاعبك مع الغربة
انا زمان كنت فى ليبيا بس وانا صغيرة و الغربة هى الغربة حتى لو فى بلد عربى
و الله ده كلام جميل اوى منك يا انسانه
و إن شاء الله كلنا نكون فى الجنه
الحاجه اللى لسه ما اعرفهاش
هل مجدى أكل بيتزا الليله دى و الا عيش بجبنه
و بالمناسبه
متاعبى مع الغربه ما تساويش متاعبى مع غربتى فى بلدى
المدونه شاهده على ده
يعني انت برة دلوقتى ولا فين
You made me remember the look at the infinity on the faces of some of my patients when they died.
Sometimes, i do see wide smiles on their faces as well!
Thanks! Nice blogging!
Keep posting, please!
:)
تتبع المصائر
مرهق
Post a Comment